مؤسسة روسية تعني بالأزمات: لدى السعودية “لعبة طويلة” لإنشاء منطقة عازلة داخل اليمن
يمنات – صنعاء
اعتبرت مؤسسة “نيو إيسترن آوتلوك” الروسية، إن الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، لا نهاية لها.
و أشارت المؤسسة الروسية المتخصصة بتحليل الأزمات السياسية في العالم و علاقتها بالشرق أن الحملة عرفت على نطاق واسع بأنها لم تفرق بين المقاتلين و غير المقاتلين أو الأطفال أو البالغين أو الرجال أو النساء.
و لفتت إلى أن الغارات الجوية الأخيرة التي قامت بها السعودية، و أدت إلى مقتل الأطفال وما تبعها من إدانة توضح أن قيمة الإنسان باتت بسيطة، و أنها لا تكلف سوى اعتراف منافق.
و قالت: مع استمرار الاقتتال الداخلي في اليمن، يبدو السلام بعيد المنال، ولا يمكن أن يتحقق طالما استمرت الولايات المتحدة في العمل كشريان حياة للسعودية توفر لها أسلحة قيمتها مليارات الدولارات. مؤكدة أن الاقتتال سيستمر ما لم تتمكن السعودية من ضمان انتصارها.
و كشفت عن تقرير سري للأمم المتحدة أكد أن السعودية تفشل بشدة في اليمن. منوهة إلى أن الحملة الجوية الاستراتيجية التي تقودها السعودية لا يزال لها تأثير عملي أو تكتيكي ضئيل على الأرض، و لا تؤدي إلا إلى تشديد المقاومة المدنية.
و لفتت المؤسسة في تقرير لها حول الحرب في اليمن، إلى أن العديد من الوزراء قد أحدثوا شرخاً في صفوف حكومة هادي، باقامة إدارة موازية في جنوب اليمن.
و أشارت إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي لديه دعم كبير في القوات المسلحة، بات يشكل تهديداً مباشراً لهادي، بل إنه قادر على إبعاده من الداخل.
و نوهت إلى أنه و رغم أن السعودية لم تدعم المجلس الانتقالي على الفور، لكنها على العكس تبدو أنها راضية عن اختيار ما سمّته المؤسسة بـ”الملك في الجنوب”.
و بينت أن زيارة عيدروس الزبيدي إلى كل من السعودية والإمارات ومصر لم تكن فقط لتقديم أوراق اعتماده كحليف للمملكة فحسب، بل تأكيداً على أن توجهاته وميوله السياسية والإيديولوجية إلى حد كبير متماشية مع “التحالف السعودي”.
و قالت: أصبح واضحاً تماماً أن الإجراءات والسياسات التي تسهم في فشل السعودية في اليمن هي بسبب المملكة نفسها، أكثر من أي قوة أخرى، و ذلك بعد أن وضعت السعودية نفسها كممولة وداعمة لأكثر من جماعة مسلحة كوسيلة منها لتحقيق ما لم تتمكن قواتها من تحقيقه.
و كشفت أن تقرير للأمم المتحدة قد أوضح أيضاً أن سلطة حكومة هادي تواجه تحدياً بسبب انتشار الميليشيات التي يتلقى العديد منها تمويلاً مباشراً ومساعدات مباشرة من السعودية أو الإمارات.
و أكدت المؤسسة الروسية في تقريرها على أن السعودية وحلفاءها يولدون العنف من أجل زيادة زعزعة استقرار البلاد وإبقاء سياق التدخلات المباشرة وغير المباشرة على قيد الحياة.
و أشارت إلى أنه يبدو أن السعودية مستعدة للعب لعبة طويلة عبر إنشاء منطقة عازلة داخل اليمن.
و نوهت إلى أنه و من خلال إدراج السعودية لميليشياتها الممولة والمدربة في اليمن، يبدو أنها وحلفاءها على استعداد لسحب أنفسهم جزئياً من الصراع والسماح بالوضع غير المباشر.
و أشارت إلى أنه ومن الناحية الفعلية، فإن هذا الانسحاب الذي لم يحدث بعد لن ينهي الحرب؛ لكنه سيغير اتجاهها، ويجعله أقل مساءلة، وأكثر فتكاً باليمنيين.
المصدر: العربي
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا